السلطات الألمانية تجلي منطقة فيندهاوزن بسبب خطر الفيضانات

السلطات الألمانية تجلي منطقة فيندهاوزن بسبب خطر الفيضانات

أشارت تقديرات هيئة الأرصاد الجوية في ألمانيا إلى استمرار ارتفاع خطر وقوع فيضانات في أجزاء مختلفة من البلاد، نظرا لاستمرار هطول الأمطار وتشبع التربة بالمياه.

وواصلت الهيئة التحذير من استمرار هطول الأمطار في العديد من المناطق بالبلاد، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأثر الفيضان بقوة على منطقة فيندهاوزن شمال ولاية تورينجن حيث تفاقمت حالة الفيضان هناك، لدرجة استلزمت الإجلاء الكامل لسكان المنطقة البالغ عددهم قرابة 500 شخص في أول أيام عيد الميلاد.

من جانبه، كتب رئيس حكومة ولاية تورينجن، بودو راميلوف، الذي توجه إلى المنطقة للاطلاع على طبيعة الوضع، على منصة إكس:" آمل أن يتمكن كل المتضررين من الفيضان من العودة قريبا إلى منازلهم".

غير أنه لا يزال من غير المؤكد بعد متى يمكن للناس العودة بالفعل إلى منازلهم حيث يتوقع عمدة المنطقة استمرار الفيضان هناك لعدة أيام ووصف الوضع هناك بأنه يشبه "حمام استحمام وصل إلى حد الامتلاء".

وتم إجلاء السكان منذ ظهر اليوم باستخدام جرافات ومركبات الحماية من الكوارث حيث تم نقلهم إلى نقاط تجمع، ومن هناك تم نقلهم على متن حافلات إلى صالة للألعاب الرياضية في منطقة هرينجن، وأقام العديد من هؤلاء لدى ذويهم في هرينجن.

وكانت الهيئة الأرصاد أصدرت في وقت سابق من اليوم عدة تحذيرات من الطقس القاسي خلال عيد الميلاد.

وحذرت الهيئة من استمرار خطر الفيضانات في العديد من الجداول والأنهار في ألمانيا، وأصدرت الوكالة الاتحادية الألمانية للشؤون البحرية والمسح البحري أيضا تحذيرات من هبوب العواصف اليوم في منطقتي "فيزر" و"إلبه" وساحل بحر الشمال.

ووفقا للتنبؤات، فإنه من المتوقع أن تشهد معظم أنحاء البلاد تقلبات للطقس مع هطول الأمطار وهبوب الرياح.

وسيكون الطقس ممطرا بشكل خاص في غرب وجنوب شرق البلاد، مع توقع هطول أمطار متواصلة في المناطق الغربية والشمالية الغربية للعديد من السلاسل الجبلية المنخفضة.

وبحسب توقعات هيئة الأرصاد الجوية الألمانية، من المتوقع أن تتراجع الرياح خلال النهار، ومع ذلك، لا يزال من الممكن حدوث هبوب عاصفة في المناطق الجبلية المرتفعة، مع احتمال حدوث هبوب عاصفة شديدة أو هبوب رياح بقوة الإعصار على قمم الجبال.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية